فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عاشور:

وجملة {إنَّ السَّاعة ءَاتِيَة}.
مستأنفة لابتداء إعلام بأصل ثان من أصول الدّين بعد أصل التوحيد، وهو إثبات الجزاء.
والساعة: علَم بالغلبة على ساعة القيامة أو ساعة الحساب.
وجملة {أكَادُ أُخْفِيهَا} في موضع الحال من الساعَةَ، أو معترضة بين جملة وعلّتها.
والإخفاء: الستر وعدم الإظهار، وأريد به هنا المجاز عن عدم الإعلام.
والمشهورُ في الاستعمال أن كاد تدلّ على مقاربة وقوع الفعل المخبر به عنها، فالفعل بعدها في حيّز الانتفاء، فقوله تعالى: {كادُوا يكونون عليه لِبدًا} [الجنّ: 19] يدلّ على أن كونهم لِبَدًا غير واقع ولكنه اقترب من الوقوع.
ولما كانت الساعة مخفية الوقوع، أي مخفية الوقت، كان قوله: {أكاد أُخفيها} غير واضح المقصود، فاختلفوا في تفسيره على وجوه كثيرة أمثلها ثلاثة.
فقيل: المراد إخفاء الحديث عنها، أي من شدّة إرادة إخفاء وقتها، أي يراد ترك ذكرها ولعلّ توجيه ذلك أنّ المكذبين بالساعة لم يزدهم تكرر ذكرها في القرآن إلا عنادًا على إنكارها.
وقيل: وقعت {أكَادُ} زائدة هنا بمنزلة زيادة كان في بعض المواضع تأكيدًا للإخفاء.
والمقصود: أنا أخفيها فلا تأتي إلاّ بغتة.
وتأوّل أبو عليّ الفارسي معنى {أُخْفِيها} بمعنى أظهرها، وقال: همزة {أخفيها} للإزالة مثل همزة أعْجَم الكتابَ، وأشكى زيدًا، أي أزيل خفاءَها.
والخفاء: ثوب تلفّ فيه القِربة مستعار للستر.
فالمعنى: أكاد أظهرها، أي أظهر وقوعها، أي وقوعها قريب.
وهذه الآية من غرائب استعمال {كاد} فيضم إلى استعمال نفيها في قوله: {وما كادوا يفعلون} في سورة البقرة (71).
وقوله: {لتجزى} يتعلّق بآتِيَةٌ وما بينهما اعتراض.
وهذا تعليم بحكمة جعل يوم للجزاء.
واللام في {لِتُجْزى كلُّ نَفْسٍ} متعلّق بآتِيَةٌ.
ومعنى {بِمَا تسعى} بما تعمل، فإطلاق السعي على العمل مجاز مرسل، كما تقدم في قوله: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها} في سورة الإسراء (19).
وفُرع على كونها آتية وأنها مخفاة التحذيرُ من أن يصدّه عن الإيمان بها قوم لا يؤمنون بوقوعها اغترارًا بتأخر ظهورها، فالتفريع على قوله: {أكاد أُخفيها} أوقع لأنّ ذلك الإخفاء هو الذي يُشبّه به الذين أنكروا البعث على الناس، قال تعالى: {فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا} [الإسراء: 51] وقال: {وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنًا وما نحن بمستيقنين} [الجاثية: 32].
وصيغ نهي موسى عن الصدّ عنها في صيغة نهي من لا يؤمن بالساعة عن أن يصدّ موسى عن الإيمان بها، مبالغة في نهي موسى عن أدنى شيء يحول بينه وبين الإيمان بالساعة، لأنه لما وجّه الكلام إليه وكان النّهي نهي غير المؤمن عن أن يصدّ موسى، عُلم أنّ المراد نهي موسى عن ملابسة صدّ الكافر عن الإيمان بالساعة، أي لا تكن ليّن الشكيمة لمن يصدك ولا تُصْغ إليه فيكون لينك له مجرئًا إياه على أن يصدك، فوقع النهي عن المسبب.
والمراد النهي عن السبب، وهذا الأسلوب من قبيل قولهم: لا أعرفنّك تفعل كذا ولا أرَينّك ههنا.
وزيادة {واتَّبَعَ هَواه} للإيماء بالصلة إلى تعليل الصدّ، أي لا داعي لهم للصدّ عن الإيمان بالساعة إلا اتّباع الهوى دون دليل ولا شبهة، بل الدليل يقتضي الإيمان بالساعة كما أشار إليه قوله: {لِتُجزى كلُّ نفسسٍ بما تَسعى}.
وفرع على النهي أنّه إن صُدّ عن الإيمان بالساعة رَدِيَ، أي هلك.
والهلاك مستعار لأسْوأ الحال كما في قوله تعالى: {يهلكون أنفسهم} في سورة براءة (42).
والتفريع ناشىء عن ارتكاب المنهِي لا على النهي، ولذلك جيء بالتفريع بالفاء ولم يقع بالجزاء المجزوم، فلم يقل: تَرْدَ، لعدم صحة حلول إنْ مع لا عوضًا عن الجزاء، وذلك ضابط صحة جزم الجزاء بعد النّهي.
وقد جاء خطاب الله تعالى لموسى عليه السلام بطريقة الاستدلال على كلّ حكمٍ، وأمرٍ أو نهي، فابتدىء بالإعلام بأنّ الذي يُكلمه هو الله، وأنه لا إله إلاّ هو، ثمّ فرع عليه الأمر في قوله: {فاعْبُدني وأقِممِ الصلاة لِذِكري}، ثم عقب بإثبات الساعة، وعلل بأنها لتجزى كلّ نفس بما تسعى، ثم فرع عليه النهي عن أن يصده عنها من لا يؤمن بها.
ثم فرع على النهي أنه إن ارتكب ما نهي عنه هلك وخسر. اهـ.

.قال الشعراوي:

{إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)}.
أي: مع ما سبق وَطِّنْ نفسك على أن الساعة آتية لا محالةَ، والساعة هنا هي عمر الكون كله، أمّا أعمار المكين في الكون فمتفاوته، كل حسب أجله، فمَنْ مات فقد قامت قيامته وانتهت المسألة بالنسبة له.
إذن: نقول: الساعة نوعان: ساعة لكُلٍّ منا، وهي عمره وأجَله الذي لا يعلم متى سيكون، وساعة للكون كله، وهي القيامة الكبرى.
فقوله تعالى: {إِنَّ الساعة آتِيَة} [طه: 15] أي: اجعل ذلك في بالك دائمًا، ومادام الموت سينقلك إليها سريعًا فإياك أنْ تقول: سأموت قريبًا، أما القيامة فبعد آلاف أو ملايين السنين؛ لأن الزمن مُلغىً بعد الموت، كيف؟
الزمن لا يضبطه إلا الحدث، فإن انعدم الحدث فقد انعدم الزمن، كما يحدث لنا في النوم، وهل تستطيع أنْ تُحدِّد الوقت الذي نمْتَه؟ لذلك قال الحق سبحانه وتعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يلبثوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات: 46].
والعبد الذي أماته الله مائة عام لما بعثه قال: يومًا أو بعض يوم، وكذلك قال أهل الكهف بعد ثلاثمائة سنة وتسع، لأن يومًا أو بعض يوم هي أقْصى ما يمكن تصوُّره للنائم حين ينام؛ لذلك نقول: «مَنْ مات فقد قامت قيامته».
ومن حكمته سبحانه أن أخفى الساعة، أخفاها للفرد، وأخفاها للجميع؛ وربما لو عرف الإنسان ساعته لقال: أفعل ما أريد ثم أتوب قبل الموت؛ لذلك أخفاها الحق تبارك وتعالى لنكون على حذر أنْ نلقى الله على حال معصية.
وكذلك أخفى الساعة الكبرى، حتى لا تأخذ ما ليس لك من خَلْق الله، وتنتفع به ظُلْمًا وعدوانًا، وتعلم أنك إنْ سرقتَ سترجع إلى الله فيحاسبك، فما دُمْتَ سترجع إلى الله فاستقِمْ وعَدِّل من سلوكك، كما يقول أهل الريف ارع مساوي.
وقوله تعالى: {آتِيَةٌ} [طه: 15] أي: ليس مَأْتِيًا بها، فهي الآتية، مع أن الحق تبارك وتعالى هو الذي سيأتي بها، لكن المعنى {آتية} كأنها منضبطة أوتوماتيكيا، فإنْ جاء وقتها حدثتْ.
وقوله تعالى: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: 15] كاد: أي: قَرُب مثل: كاد زيد أن يجيء أي: قَرُب لكنه لم يأْتِ بعد، فالمراد: أقرب أن أخفيها، فلا يعلم أحد موعدها، فإذا ما وقعتْ فقد عرفناها. كما قال تعالى: {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ} [الأعراف: 187].
وقد تكون {أُخْفِيهَا} [طه: 15] بمعنى آخر، فبعض الأفعال الثلاثية تُعطى عكس معناها عند تضعيف الحرف الثاني منها، كما في: مرض أي: أصابه المرض. ومرَّضه الطبيب. أي: عالجه وأزال مرضه. وقَشَرتُ الشيء أي: جعلْتُ له قشرة، وقشَّرتُ البرتقالة أزلْتُ قِشْرها.
ومن ذلك قوله تعالى: {تَالله تَفْتَؤُاْ تَذْكُرُ يُوسُفَ حتى تَكُونَ حَرَضًا} [يوسف: 85] والحَرض: هو الهلاك. من: حَرِض مثل: تَعب.
وقوله تعالى: {يا أيها النبي حَرِّضِ المؤمنين عَلَى القتال} [الأنفال: 65].
ومعنى {حَرِّض} حثَّهم على القتال، الذي يُزيل عنهم الهلاك أمام الكفار؛ لأنهم إنْ لم يجاهدوا هلكوا، فَحرِض: هلك، وحرَّض: أزال الهلاك.
وقد يأتي مضاد الفعل بزيادة الهمزة على الفعل مثل: {وَأَمَّا القاسطون فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15] فالقاسط من قسط. أي: الجائر بالكفر.
أما في قوله تعالى: {إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين} [المائدة: 42] فالمقسط من أقسط: العادل الذي يُزيل الجوْرَ. وإنْ كانت المادة واحدة هي قَسَط فالمصدر مختلف نقول: قسط قِسْطًا أي: عدل، وقسط قَسْطًا وقسوطًا يعني: جار. فهذه الهمزة في أقسط تسمى همزة الإزالة.
ومن الفعل الثلاثي قَسَطَ يستعمل منها: القسط والميزان والفرق بين قَسَط وأقسط: قسط أي: عدل من أول الأمر وبادىء ذي بَدْء، إنما أقسط: إذا وجد ظُلْمًا فرفعه وأزاله، فزاد على العدل أنْ أزال جَوْرًا.
وأيضًا الفعل عجم عجم الأمر: أخفاه، وأعجمه: أزال خفاءه. ومن ذلك كلمة المعجم الذي يزيل خفاء الكلمات ويُوضِّحها.
وكذلك في قوله تعالى: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: 15] خفى بمعنى: استتر وأخفاها: أزال خفاءها، ولا يُزَال خفاء الشيء إلا بإعلانه.
ثم يقول تعالى: {لتجزى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تسعى} [طه: 15].
وإلا لو لم يكُنْ في الآخرة حساب وجزاء لَكَان الذين أسرفوا على أنفسهم وعربدوا في الوجود أكثر حظًا من المؤمنين المتلزمين بمنهج الله؛ لذلك في نقاشنا مع الشيوعيين قُلْنا لهم: لقد قتلتم مَنْ أدركتموه من أعدائكم من الرأسماليين، فما بال مَنْ مات ولم تدركوه؟ وكيف يفلت منكم هؤلاء؟
لقد كان أَوْلَى بكم أن تؤمنوا بمكان آخر لا يفلت منه هؤلاء، وينالون فيه جزاءهم، إنها الآخرة التي تُجزَى فيها كُلُّ نفس بما تسعى.
ثم يقول الحق سبحانه: {فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ}.
كأن الحق تبارك وتعالى يعطي لموسى عليه السلام مناعة لما سيقوله الكافرون الذين يُشكِّكون في الآخرة ويخافون منها، وغرضهم أنْ يكون هذا كذبًا فليست الآخرة في صالحهم، ومن حظهم إنكارها.
فإياك أنْ تصغي إليهم حين يصدونك عنها، يقولون: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَآؤُنَا الأولون} [الصافات: 1617].
ولماذا يستبعدها هؤلاء؟ أليس الذي خلقهم مِنْ لا شيء بقادر على أنْ يعيدهم بعد أن صاروا عِظامًا؟
والحق سبحانه يقول: {وَهُوَ الذي يَبْدَؤُاْ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27].
وهذا قياس على قَدْر أفهامكم وما تعارفتم عليه من هَيِّن وأهْوَن، أما بالنسبة للحق تبارك وتعالى فليس هناك هيِّن وأهون منه؛ لأن أمره بين الكاف والنون؟
لكن لماذا يصدُّ الكفار عن الآخرة، والإيمان بها؟ لأنهم يعلمون أنهم سَيُجازون بما عملوا، وهذه مسألة صعبة عليهم، ومن مصلحتهم أن تكون الآخرة كذبًا.
وصدق أبو العلاء المعري حين قال:
زَعَمَ المنجَّمُ والطبيبُ كِلاَهُمَا ** لاَ تُحْشَرُ الأجْسَادُ قُلْتُ إليْكُمَا

إنْ صَحَّ قَولكُمَا فلسْتُ بخَاسِرٍ ** أَوْ صَحَّ قَوْلِي فَالخسَارُ عليكُمَا

أي أن المؤمن بالبعث إن لم يكسب فلن يخسر، أما أنتم أيها المنكرون فخاسرون.
وقوله تعالى: {فتردى} [طه: 16] أي: تهلك من الردَى، وهو الهلاك.
وهكذا جاء الكلام من الله تعالى لموسى عليه السلام أولًا: البداية إيمانًا بالله وحده لا شريك له، وهذه القمة الأولى، ثم جاء بالقمة الأخيرة، وهي البعث فالأمر إذن منه بداية، وإليه نهاية: {إنني أَنَا الله لا إله إلا أَنَاْ} [طه: 14] إلى أنْ قال: {إِنَّ الساعة آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: 15]. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

قوله: {طه} قرأ بإمالة الهاء وفتح الطاء أبو عمرو وابن أبي إسحاق، وأمالهما جميعًا أبو بكر وحمزة والكسائي والأعمش.
وقرأهما أبو جعفر وشيبة ونافع بين اللفظين، واختار هذه القراءة أبو عبيد، وقرأ الباقون بالتفخيم.
قال الثعلبي: وهي كلها لغات صحيحة فصيحة.
وقال النحاس: لا وجه للإمالة عند أكثر أهل العربية لعلتين: الأولى أنه ليس هاهنا ياء ولا كسرة حتى تكون الإمالة، والعلة الثانية أن الطاء من موانع الإمالة.
وقد اختلف أهل العلم في معنى هذه الكلمة على أقوال: الأوّل أنها من المتشابه الذي لا يفهم المراد به.
والثاني: أنها بمعنى: يا رجل في لغة عكل، وفي لغة عكّ.
قال الكلبي: لو قلت لرجل من عك: يا رجل لم يجب حتى تقول: طه، وأنشد ابن جرير في ذلك:
دعوت بطه في القتال فلم يجب ** فخفت عليه أن يكون موائلا

ويروى مزايلًا وقيل: إنها في لغة عكّ بمعنى: يا حبيبي.
وقال قطرب: هي كذلك في لغة طيّ أي بمعنى: يا رجل، وكذلك قال الحسن وعكرمة وقيل: هي كذلك في اللغة السريانية، حكاه المهدوي.
وحكى ابن جرير أنها كذلك في اللغة النبطية، وبه قال السديّ وسعيد بن جبير.
وحكى الثعلبي: عن عكرمة أنها كذلك في لغة الحبشة، ورواه عن عكرمة، ولا مانع من أن تكون هذه الكلمة موضوعة لذلك المعنى في تلك اللغات كلها إذا صح النقل.
القول الثالث: أنها اسم من أسماء الله سبحانه.
والقول الرابع: أنها اسم للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
القول الخامس: أنها اسم للسورة.
القول السادس: أنها حروف مقطعة يدل كل واحد منها على معنى.
ثم اختلفوا في هذه المعاني التي تدل عليها هذه الحروف على أقوال كلها متكلفة متعسفة.
القول السابع: أن معناها: طوبى لمن اهتدى.
القول الثامن: أن معناها: طأ الأرض يا محمد.
قال ابن الأنباري: وذلك أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يتحمل مشقة الصلاة حتى كادت قدماه تتورم ويحتاج إلى التروّح، فقيل له: طأ الأرض، أي لا تتعب حتى تحتاج إلى التروّح.